فايرفوكس 145 يحارب التتبّع الرقمي ويقلّل بصمة الأجهزة بنسبة 70%

أطلقت شركة موزيلا تحديثًا جديدًا لمتصفح فايرفوكس لتعزيز خصوصية المستخدمين، من خلال تقليل قدرة المواقع على تتبعهم عبر “بصمات الأجهزة Digital Fingerprinting”، وهي تقنية تعتمد على جمع بيانات دقيقة عن الجهاز والمتصفح لتحديد هوية المستخدم حتى في التصفح الخفي.

ووفقًا لبيان موزيلا، يمكن لنظام الحماية الجديد خفض عدد المستخدمين الذين يمكن تحديد بصمتهم الرقمية بنسبة تصل إلى 70%، ما يشكل تقدّمًا ملحوظًا في مكافحة التتبع الخفي الذي غالبًا ما يكون خارج نطاق إعدادات ملفات تعريف الارتباط التقليدية.

حماية معزّزة في أوضاع التصفح الآمن

الميزة الجديدة متاحة ضمن خدمة Enhanced Tracking Protection في إصدار Firefox 145، وتعمل حاليًا في التصفح الخاص (Private Browsing) ووضع الحماية الصارمة (ETP Strict Mode)، مع خطط لتوسيعها لاحقًا لتشمل جميع أوضاع التصفح.

وتمنع التقنية المواقع من جمع بيانات تقنية دقيقة مثل نوع المعالج وعدد أنويته، ودقة الشاشة، وبطاقة الرسومات، واللغة، والمنطقة الزمنية، وطريقة معالجة الصور والرسومات، والتي تُستخدم عادةً لتشكيل بصمة رقمية فريدة لتتبع المستخدم عبر مواقع متعددة.

تقنيات جديدة لتشويش البيانات

أوضحت موزيلا أن فايرفوكس أصبح يضيف ضوضاء عشوائية إلى الصور الخلفية عند قراءتها من المواقع، ويجبر المتصفح على استخدام خطوط النظام القياسية فقط، ويُخفي بعض خصائص الشاشة والمعالج واللمس لتقليل قدرة المواقع على إنشاء بصمة رقمية دقيقة.

وأكدت الشركة أن هذه الإجراءات تأتي استكمالًا لجهودها منذ 2021 في تطوير تقنيات مكافحة التتبع، حيث أظهرت النتائج انخفاض المستخدمين القابلين للتبصيم من أكثر من 60% إلى نحو 20% فقط.

خطوة جديدة في سباق الخصوصية

رغم استحالة الوصول إلى حماية بنسبة 100%، ترى موزيلا أن هذه الخطوة تُشكل تحوّلًا مهمًا في حماية الخصوصية على الإنترنت، خصوصًا مع تزايد اعتماد الشركات الإعلانية وشبكات الذكاء الاصطناعي على البيانات الخفية لتتبع المستخدمين وتحليل سلوكهم.